المنطقة واحتمالات الحرب

مازالت تداعيات اسقاط الطائرة الاميركية المسيرة في داخل الاراضي الايرانية تشغل الاعلام الدولي والاقليمي والعالم يحبس انفاسه حول تداعيات اسقاط الطائرة وكيفية رد فعل الرئيس الاميركي دونالد ترامب حيال هذا الحادث.
اسقاط الطائرة الاميركية يعتبر حدثا استراتيجيا قد يشعل فتيل الحرب ولكن ايران تصرفت بعقلانية وبحنكة تفوق التصور حيث قدمت ما لديها من ادلة بشان اختراق هذه الطائرة للحدود الايرانية.
في البيت الابيض دق الرئيس الاميركي دونالد ترامب جرس الانذار بعد سماع
عملية اسقاط الطائرة حيث استدعى كبار المسؤلين الامنيين والعسكريين والسياسين لدراسة تبعات العملية التي اسقطت جبروت البنتاغون . التقارير الاعلامية تشير الى ان الجنرالات الذين حضروا الاجتماع الطارىء حذروا الرئيس الاميركي من مغبة القيام باي عمل لم تكن عقباها محمودة على الولايات المتحدة عامة وحلفائها خاصة.
ولكن الرئيس الاميركي وحفاظا على ماء الوجه اعلن بانه اصدر تعليمات بتوجيه
ضربات ضد القواعد العسكرية الايرانية ولكن بعد دقائق انصرف عن هذا القرار
لاسباب انسانية حسب قول الرئيس الاميركي.
التخبط بات واضحا على قادة البيت الابيض لان الادارة الاميركية غير قادرة
على توجيه ضربة ضد المواقع العسكرية الايرانية لانها تخشى من الرد الفعل
الايراني الذي سيكون حاسما ومدويا.
الرئيس الاميركي اصبح في مأزق لا يستطيع المجازفة بمستقبله الذي هو رهن
بتصرفاته تجاه ايران ويخشى ان يقع في الفخ الايراني لا يستطيع الخروج منه
وسوف يخسر سباق الانتخابات الرئاسية ويخرج من البيت الابيض مهزوزا
مهزوما.
ايران بدورها تصرفت بعقلانية حيث كان باستطاعت القوات الجوية الايرانية
ان تقوم باسقاط طائرة امريكية اخرى كانت تقل 35 عسكريا من قوات
المارينز وقد دخلت المجال الجوي الايراني ولكن ايران ارغمتها على ترك الحدود الايرانية وهذا خير دليل على ان ايران تتصرف بعقلانية تامة.
فكل المعطيات تشير الى ان التصرف الحكيم الايراني نزع فتيل الحرب الذي
كاد ان يشعل الحرب ويقضي على الاخضر واليابس رغم ان مازال شبح الحرب
يخيم على المنطقة بسبب وجود انظمة عربية ، تضغط على الرئيس الاميركي لشن
عدوان على ايران ولو بشكل محدود.
فقرار الحرب والسلم الان خرج من نطاق الادارة الاميركية لان التقارير العسكرية الاميركية تثبت بان لدى ايران قوة ردعية فتاكة تهزم اي قوة عسكرية اقليمية او دولية مهما كان حجمها .
سجاد حویزاویان