• امروز : جمعه - 10 فروردین - 1403
  • برابر با : Friday - 29 March - 2024
1

فقه حديث المانع للبکاء علی المیت

  • 17 شوال 1440 - 11:00
فقه حديث المانع للبکاء علی المیت

  إن النقول للحدیث توقِفنا على أنّ المراد من نص «إنّ الميّت يعذَّب…» ـ إن صحّ سنده ـ غير ما يفهم من ظاهره، وقد كان محتفّاً بقرائن سقطت عند النقل، ولأجل ذلك توهّم البعض حرمة البكاء على الميّت استناداً إلى هذا الحديث، غافلاً عن مرمى الحديث ومغزاه. أخرج مسلم في صحيحه، عن هشام بن عروة، […]

 

إن النقول للحدیث توقِفنا على أنّ المراد من نص «إنّ الميّت يعذَّب…» ـ إن صحّ سنده ـ غير ما يفهم من ظاهره، وقد كان محتفّاً بقرائن سقطت عند النقل، ولأجل ذلك توهّم البعض حرمة البكاء على الميّت استناداً إلى هذا الحديث، غافلاً عن مرمى الحديث ومغزاه.

أخرج مسلم في صحيحه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: ذُكر عند عائشة قول ابن عمر: الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فقالت: رحم اللّه أبا عبد الرحمن، سمع شيئاً فلم يحفظه، إنّما مرّت على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)جنازة يهودي، وهم يبكون عليه، فقال: أنتم تبكون وانّه ليعذب.[2]

وأخرج أبو داود في سننه عن عروة عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ الميّت ليعذَّب ببكاء أهله عليه، فذكر ذلك لعائشة فقالت ـ وهي تعني ابن عمر ـ : إنّما مرّالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على قبر يهودي فقال: إنّ صاحب هذا ليُعذَّب وأهله يبكون عليه. ثمّ قرأت (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) .[3]

قال الشافعي: ما روت عائشة عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) أشبه أن يكون محفوظاًعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) بدلالة الكتاب والسنّة، فإن قيل: فأين دلالة الكتاب؟ قيل: في قوله عزّوجلّ: (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى…)و(وَأَنْ لَيْسَ لِلاِْنْسانِ إِلاّ ما سَعى) [1]وقوله: (فَمَنْ يعْمَل مِثْقالَ ذَرَّة خَيراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَل مِثقالَ ذَرَّة شَرَّاً يَرَهُ )[2]وقوله : (…لِتُجْزى كُلُّ نَفْس بِما تَسْعى).

فإن قيل: [3]أين دلالة السنّة؟ قيل: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل: «ابنك هذا؟» قال: نعم، قال: «أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه». فأعلم رسول اللّه مثلما أعلم اللّه من أنّ جناية كلّ امرئ عليه، كما أنّ عمله لا لغيره ولا عليه.[4]

وأخرج مسلم عن ابن عباس: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ الميت يعذّب ببكاء أهله عليه»، فقال ابن عباس: فلمّا مات عمر ذكرت ذلك لعائشة، فقالت: يرحم اللّه عمر، لا واللّه ما حدّث رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) انّ اللّه يعذّب المؤمن ببكاء أحد، ولكن قال: إنّ اللّه يزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه، قال: وقالت عائشة: حسبكم القرآن :(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى).[5]

وما أخرجه مسلم عن هشام بن عروة هو الحقّ دون ما أخرجه عن ابن عباس لأنّ تعذيب الكافر ببكاء أهله عليه يضاد الذكر الحكيم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] فاطر:18.
[2] صحيح مسلم:3/44، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه من كتاب الصلاة.
[3] سنن أبي داود:3/194، برقم 3129.
[4] النجم:39.
[5] الزلزلة:7ـ8.
[6] طه:15.
[7] اختلاف الحديث بهامش كتاب الأُمّ للشافعي:7/267.
[8] صحيح مسلم:3/43، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه من كتاب الصلاة.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=23619

اخبار المتشابه