كیف خرج ارهابيون جهاديون من مجتمع شيعي كالأهواز؟

بعد العملية الارهابية الشنيعة في الأهواز يوم السبت الاسبوع الماضي، الذي أسفرت عن شهادة 24 شخصا من المدنيين العزل والعسكريين ومنهم “طاها”، الطفل الذي لايتجاوز عمره 4 سنوات، وجرح نحو 57 آخرين ابرياء، لازال هذا السؤال مطروح: كيف خرج هؤلاء الارهابيون الجهاديون من مجتمع شيعي كالأهواز؟

في الايام الاخيره أكدت بعض التيارات السياسية في الاهواز بأن الارهابيین ينتمون الی تنظيم داعش مباشرتا. وداعش هو المشرف والمدرب الرئيسي لهذه المجزرة البشعه!

قبل ان نحلل هذا الموقف لابد ان نبين بعض الاشياء؛

اولا؛ من الواضح ان جذر الارهاب والارهابي في الاهواز بدءة بالكلمة قبل أن تبتدي بالسلاح وهي كلمة التوحيد المقدسه ونفي الشرك والضلال. ويعني الإرهابي يعرف نفسه موحد ويری باقي المسلمين في شرك وضلال. وهكذا يولد الفكر التكفيري.

ثانيا؛ طبعا فقط في المنهج التكفيري يستحيل دماء الابرياء، وهتك الأعراض، وتحطيم الأموال الخاصة والعامة. و منهج التكفيري يستطيع ان يبدل الشخص الی آلة للقتل وبندقية الكلاشينكوف حتی تقتل الحياة باسم الجهاد في سبيل الله! ليصبح الغراب الأسود الناعق الذي ينهش أبناء وطنه وأبناء دينه وأبناء عروبته.

ثالثا؛ اليوم هناك إرهابيون ماركة مسجلة أميريكية-صهيونية-سعودية كداعش، لديهم ايدئولوجيات ومباني خبيثة في ارهابهم. وهنا نسخ من الإرهابيون بماركة وهمية مزيفة! ولكن النتيجه واحده وهي القتل والدمار.

رابعا؛ في المجتمعات الشيعية عملية اصطناع الإرهابي الجهادي تحتاج باكثر من الجهد والوقت والذكاء كما تحتاج إلى كثير من الأموال لبث أساليب الدعاية، فضلا علی أن عمليات صنع الارهاب يحتاج إلى مصاريف طائلة لا يقدر عليها إلا الاثرياء كأمراء الخليج! وهذه الأموال تمر عبر شبكات العنكبوتيه هائلة حول العالم لتصل إلى جيوب “المندسين” الذين يتولون صرفها في عمليات التدريب على استعمال الأسلحة المختلفة وعمليات التجسس وغير ذلك من متطلبات المرحلة التي تسبق تنفيذ العمليات الانتحارية.

ولكن مهما كانت ثروة امراء الخليج هل يستطيعون صنع الارهاب دون ايادي الداخلية؟ من هم الذين بدوأ بزرع الفكر التكفيري في مجتمعنا الشيعي؟ ينتمون الی اي حزب؟ وماهي غايتهم؟

هنا لا نحاول تغطية الحقيقة، فقد أصبح الواقع امامنا؛ خلال العقدين الأماضيين ولد المنهج التكفيري في المجتمع الأهوازي، والمقصود به هو تحول الفرد الي شخص يكفر باقي اهل بلده ويعتبرهم من اهل الضلال، وهي ظاهرة بدأت منذ بدايات التسعينات الميلادي في الأهواز بين فئات قليلة من الشباب.

وهذه الحركة في البداية كانت تزعم بإصلاح ديانة المجتمع العربي الأهوازي بهدف “إزالة الشوائب والخرافات من المذهب الشيعي الذي غلبت عليه الطقوس والشعائر بدل القيم الإسلامية”، حسب تعابيرهم.

جاسم شدیدزاده تمیمي، موسس حزب الوفاق الإسلامي وكان يُعرف من قبل باسم لجنة الوِفاق هو حزب سياسي اصلاحي إيراني – انحل هذا الحزب في نوفمبر 2006 بجريمة «التحريض على الاضطرابات ومعارضة النظام»

ولجنة “الوفاق” الذي أسس إبان العهد الإصلاحي في فترة رئاسة الرئيس الأسبق محمد خاتمي (1997 – 2005) كان الرائد لهذه الحركة، وبعد اعوام تحولت هذه الحركه الإتقاطية إلى الدعوة لاعتناق المذهب السني علي منهج محمد بن عبدالوهاب، باعتراف كاظم مجدم، من مؤسسي لجنة الوفاق، في مقابلة خاصة مع القناة “العربية.نت” السعودية.

كاظم مجدم من مؤسسي لجنة الوفاق – الدانمارك

من هذا المنطلق كان هؤلاء السياسيون يرون أن عامل المذهب هو ما يربط هذا الشعب بالنظام الإسلامي لذا فإنه كان يرون من الضروري قطع هذه الصلة والعمل على التحول من المذهب الشيعي أو إضعافه لدى العربي الأهوازي وبالتالي قطع كل الصلات مع النظام لنيل افكارهم الانفصالية الخبيثة.

ومع ان غالبية الناشطين في لجنة الوفاق لم يكونوا اسلاميين بعمنی الايدئولوجي للكلمة، بل كانوا علمانيين و يريدون حصر الدين في الساحة الفردية ونزع الدين من المجتمع. فاستطاعوا باستخدام ادواة موثره كمباحث العدالة الاجتماعية والحقوق العامة لعرب ايران وتائيد العنصرية والنزعة العصبية القومية بنشري ظاهرة التكفير في مجتمعنا البسيط.

وفي النهاية اذا صدقنا هذه الاكذوبه بان الارهابيين في الاهواز كانوا ينتمون لداعش كتنظيم ارهابي مارك مسجل ومعلن! ولكن هؤلاء الارهابيون ليسوا دواعش بالذات! ومع كافة جهود السياسيون بحصر الارهاب علی داعش ليس من الممكن غض النظر عن أيادي السياسيين والانفصاليين الملوثة من اصطناع هذه التيارات التكفيرية في الأهواز. وعلی هذا نستطيع ان نقول الانفصالي والتكفيري وجهان لعملة واحده.

المصدر: النخیل