• امروز : جمعه - 10 فروردین - 1403
  • برابر با : Friday - 29 March - 2024
0

روایت السيّدة حكيمة من مولد الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالی فرجه الشریف

  • 16 شعبان 1440 - 17:29
روایت السيّدة حكيمة من مولد الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالی فرجه الشریف

  و هي من أجلّ نساء زمانها و أكرمهنّ-بنت الجواد و أخت الهادي و عمّة العسكري-قد حضرت الولادة و رأت المولود ساعة تفتّح عينيه لنور الحياة، ثم رأته بعد ذلك مرارا، و نقل عنها أنها قالت: -ولد السيد مختونا، و لم أر بأمه دما في نفاسها [۱] . (و قالت: ) ولد عليه السّلام وقت طلوع الفجر، […]

 

و هي من أجلّ نساء زمانها و أكرمهنّ-بنت الجواد و أخت الهادي و عمّة العسكري-قد حضرت الولادة و رأت المولود ساعة تفتّح عينيه لنور الحياة، ثم رأته بعد ذلك مرارا، و نقل عنها أنها قالت:

-ولد السيد مختونا، و لم أر بأمه دما في نفاسها [۱] .

(و قالت: ) ولد عليه السّلام وقت طلوع الفجر، فتباشر أهل الدار بذلك‌ [۲] :

(ثم حكت القصة بالتفصيل التالي قائلة: ) بعث إليّ أبو محمد فقال: يا عمّة اجعلي إفطارك عندنا هذه الليلة [۳] . إن اللّه تبارك و تعالى سيظهر حجته في أرضه.

فقلت له: و من أمّه؟. قال: نرجس. قلت: جعلني اللّه فداك، و اللّه ما بها أثر!. فقال: هو ما أقول لك.

(و تابعت: ) فجئت فسلّمت و جلست، و جاءت نرجس تنزع خفّيّ و قالت لي:

يا سيدتي و سيدة أهلي كيف أنت؟. فقلت: بل أنت سيدتي و سيدة أهلي. فأنكرت قولي و قالت: ما هذا يا عمّة؟. فقلت لها: يا بنيّة، إن اللّه تبارك و تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا و الآخرة، فخجلت و استحيت.

فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة، أفطرت و أخذت مضجعي فرقدت.

و لما كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة، ففرغت من صلاتي و نرجس نائمة ليس بها حادثة. ثم جلست معقّبة، ثم اضطجعت. فانتبهت هي فزعة و هي راقدة، ثم قامت وصلّت و نامت..

و خرجت أتفقد الفجر، فإذا أنا بالفجر الكاذب كذنب السرحان، و هي نائمة.

فدخلني الشك فصاح بي أبو محمد من المجلس قائلا: لا تعجلي يا عمّة فهناك الأمر قد قرب‌. فجلست و قرأت ألم السجدة و يس. فبينما أنا كذلك انتبهت نرجس فزعة فوثبت إليها و قلت: اسم اللّه عليك، أتحسّين شيئا؟. فقالت: نعم يا عمّة. فقلت لها: إجمعي قلبك فهو ما قلت لك.. ثم أخذتني فترة-أي نعاس-و أخذتها فطرة -أي انشقاق بطن و خروج مولود-و انتبهت بحس سيدي!. فكشفت عنها، فإذا أنا به عليه السّلام ساجد يتلقى الأرض بمساجده. فضممته فإذا به نظيف، فصاح لي أبوه:

هلمّي إليّ‌ ابني يا عمّة. فجئت به إليه، فوضع يديه تحت إليتيه و ظهره، و وضع قدمه في صدره. و أذّن في أذنه اليمنى، و أقام في اليسرى، ثم أدلى لسانه في فيه كأنّه يغذّيه لبنا، و أمرّ يده على عينيه و سمعه و مفاصله، و حنّكه و قال: تكلّم يا بنيّ.

فقال:

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمدا رسول اللّه. ثم صلّى على أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام إلى أن وقف على أبيه و أحجم. ثم قال أبو محمد:

يا عمّة، إذهبي به إلى أمه، فذهبت به إليها. و قال أبو محمد: يا عمّة، إذا كان اليوم السابع فأتينا[۴] ..

هذا، و قد حكى التاريخ أيضا أن والده استدعى قابلة أخرى من غير أقربائه و من غير شيعته، لتحضر مولده و ترى شخصه، و لتعمّم الخبر بين جاراتها و أترابها فيزول الشك بولادته‌ [۵] . و قيل إن أباه ضاعف لهذه القابلة الأجر كثيرا و أوصاها بالكتمان، و هو يعلم أنها ستذيع الخبر و ستشهد بما رأت و بما سمعت، سئلت عن ذلك أم لم تسأل كما هو شأن النساء..

ثم أكملت السيدة حكيمة حديثها السابق قائلة: لمّا أصبحت جئت لأسلّم على أبي محمد، و كشفت الستر لأتفقد سيدي فلم أره. فقلت: جعلت فداك، ما فعل سيدي؟. فقال: عمّة، استودعناه الذي استودعت أمّ موسى ابنها [۶] (أي غيّبناه في حرز اللّه تعالى.. ثم جاء عنها: )

و لما كان بعد ثلاث اشتقت إلى ولي اللّه فصرت إليهم، فبدأت بالحجرة التي كانت نرجس فيها فلم أر له أثرا و لا سمعت له ذكرا، و رأيت أمّه جالسة و عليها ثياب صفر، و هي معصوبة الرأس، و بجانبها مهد عليه أثواب خضر. فدخلت على أبي محمد فبدأني بقوله‌: يا عمّة، في كنف اللّه و حرزه و ستره و عينه حتى يأذن اللّه له.

فإذا غيّب اللّه شخصي و توفّاني و رأيت شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم.

و ليكن عندك و عندهم مكتوما، فإن وليّ اللّه يغيّبه اللّه عن خلقه، و يحجبه عن عباده فلا يراه أحد حتى يقدّم له جبرائيل الفرس، ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا [۷] ..

(و تابعت هذه السيدة العظيمة: )

و لما كان اليوم السابع جئت فسلّمت و جلست فقال-أي أبو محمد عليه السّلام-:

هلمّي إليّ ابني. فجئت سيدي و هو في الخرقة، ففعل به كفعله الأول، ثم أدلى لسانه في فيه كأنما يغذّيه لبنا و عسلا، ثم قال: تكلّم يا بنيّ، فتشهّد و صلّى على النبيّ و الأئمة حتى وقف على أبيه ثم تلا:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى اَلَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا فِي اَلْأَرْضِ، وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ اَلْوََارِثِينَ. `وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي اَلْأَرْضِ، وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هََامََانَ وَ جُنُودَهُمََا مِنْهُمْ مََا كََانُوا يَحْذَرُونَ [۸] . و قد كان الإمام الصادق عليه السّلام إذا قرأ هذه الآية يقول: و اللّه إن تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل، و تأويلها فينا [۹] ..

و هكذا، فإن اللّه تعالى قد آتى المولود المبارك الحكمة و فصل الخطاب، و جعله آية للعالمين، كما قال من قبل‌: يََا يَحْيى‌ََ خُذِ اَلْكِتََابَ بِقُوَّةٍ، وَ آتَيْنََاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا [۱۰] .

ــــــــــــــــــــــــــــــ
[۱] منتخب الأثر ص 344
[۲] الإرشاد ص 330
[۳] هي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان سنة 255 هـ. أنظر التفصيل في الغيبة للطوسي ص 141
[۴] القصة بكاملها في البحار ج 51 ص 2-3، و ص 13-14
[۵] الغيبة للطوسي ص 144 و البحار ج 51 ص 293 و إلزام الناصب ص 101 و ينابيع المودة ج 3 ص 36-37 و ص 113.
[۶] منتخب الأثر ص 374 و 375 و كشف الغمة ج 3 ص 290 و الغيبة للطوسي ص 142 و مصادر أخرى.
[۷] الغيبة للطوسي ص 142 و البحار ج 51 ص 19.
[۸] القصص-5-6 و الخبر بكامله في البحار ج 51 ص 3 و 19
[۹] إلزام الناصب ص 220
[۱۰] مريم-12. و انظر ينابيع المودة ج 3 ص 37 و 62.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=16360