• امروز : جمعه - 31 فروردین - 1403
  • برابر با : Friday - 19 April - 2024
0

تجلّيات لمنح السببية و الفاعلية

  • 13 شعبان 1440 - 13:48
تجلّيات لمنح السببية و الفاعلية

  لقد تعلّقت الإرادة الإلهية بأن تصدر الظواهر من عللها وأسبابها الطبيعية، ولكن قد يحدث ـ و لمصالح ماتقتضي ذلك ـ أن تصدر الظاهرة من غير مجراها الطبيعي، وذلك فيما إذا أراد الأنبياء(عليهم السلام) إثبات أو تأكيد ارتباطهم بالسماء. فحينئذ تقع على أيديهم ما يصطلح عليه عنوان «المعجزة». ولا ريب أنّ معاجز الأنبياء ـ وبلا استثناء […]

 

لقد تعلّقت الإرادة الإلهية بأن تصدر الظواهر من عللها وأسبابها الطبيعية، ولكن قد يحدث ـ و لمصالح ماتقتضي ذلك ـ أن تصدر الظاهرة من غير مجراها الطبيعي، وذلك فيما إذا أراد الأنبياء(عليهم السلام) إثبات أو تأكيد ارتباطهم بالسماء. فحينئذ تقع على أيديهم ما يصطلح عليه عنوان «المعجزة».

ولا ريب أنّ معاجز الأنبياء ـ وبلا استثناء ـ تسير من خلال هذا الطريق، فمن المسلّم أنّ تحوّل العصا إلى ثعبان مبين، وانفلاق البحر بضربه بالعصا، أو إعادة البصر إلى الأكمه وشفاء الأمراض المستعصية و… كلّ ذلك في الواقع وليد عوامل وأسباب غير طبيعية، ولسنا هنا في صدد بيان ماهيتها.

يتّضح من خلال هذا البيان انّ الفيض الإلهي يصب على الإنسان في الأعم الأغلب من خلال الأسباب والعلل الطبيعية، ولكن قد يصب ذلك الفيض في بعض الأحيان من غير مجراه الطبيعي، وهذا ما يطلق عليه عنوان «المعجزة»، وهذا فيما إذا كان الفاعل بصدد إثبات صدقه في ادّعاء النبوة وارتباطه بالسماء وعالم الغيب، أمّا إذا لم يكن الفعل مقترناً بدعوى النبوة فحينئذ يكون من قبيل «الكرامة».

كرامتان لمريم(عليها السلام)

لقد ذكر القرآن كرامتين كبيرتين للسيدة مريم(عليها السلام).

1. انّها(عليها السلام) كانت تجد رزقها في محراب عبادتها، وهذا ما أشارت إليه الآية التالية:

(فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُول حَسَن وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلها زَكَريّا كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يَا مَرْيَمُ أَنّى لَكِ هَذا قاَلَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَرزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب).[1]

2. حينما جاءها المخاض إلى جذع النخلة تلقت النداء الإلهي (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً).[2]

والملاحظ من الآيتين أنّ السيدة مريم(عليها السلام)كانت تتلقّى رزقها والرطب.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] آل عمران:37.
[2] مريم:25.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=16085

اخبار المتشابه