• امروز : پنج شنبه - 30 فروردین - 1403
  • برابر با : Thursday - 18 April - 2024
0

معنی الوسیلة لغتا و اصطلاحا

  • 17 رجب 1440 - 12:21
معنی الوسیلة لغتا و اصطلاحا

  لقد ذكر أصحاب المعاجم اللغوية ثلاثة استعمالات أو معان للوسيلة هما: 1. المقام والمنزلة: قال في «مجمع البيان»: وقيل الوسيلة أفضل درجات الجنة، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «سلوا اللّه لي الوسيلة فإنّها درجة في الجنة…».[2] 2. الوسيلة: القربة، ووسل فلان إلى اللّه وسيلة إذا عمل عملاً تقرّب به إليه.[۳] 3. […]

 

لقد ذكر أصحاب المعاجم اللغوية ثلاثة استعمالات أو معان للوسيلة هما:

1. المقام والمنزلة:

قال في «مجمع البيان»: وقيل الوسيلة أفضل درجات الجنة، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال:

«سلوا اللّه لي الوسيلة فإنّها درجة في الجنة…».[2]

2. الوسيلة: القربة، ووسل فلان إلى اللّه وسيلة إذا عمل عملاً تقرّب به إليه.[۳]

3. تحصيل أسباب التقرّب:

قال في «النهاية»: الوسيلة هي في الأصل،ما يتوصّل به إلى الشيء ويتقرّب به.[۴]

ومن المسلم به أنّ المعنى الأوّل ليس هو المراد، لأنّه ـ وطبقاً للروايات ـ انّ مقام النبي الأكرم ومنزلته لدى اللّه سبحانه وتعالى لايدانيه فيها أحد ولا يشاركه فيها غيره مهما كان.

فلابدّ من تفسير الآية بأحد المعنيين الأخيرين، والظاهر انّ المراد من الآية هو المعنى الثالث، بشهادة انّه سبحانه بعد أن أمر بتحصيل الوسيلة أردفه بالأمر بالجهاد الذي هو أحد مصاديق وسائل التقرب إلى اللّه سبحانه وتعالى.

ويظهر ذلك أيضاً من كلام سيّد الوصيين(عليه السلام)حيث فسّر الوسيلة بمعنى تحصيل أسباب التقرّب إليه سبحانه، حيث قال (عليه السلام): «إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى اللّه تعالى الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله… وإقام الصلاة فإنّها الملّة، وإيتاء الزكاة».[۵]

ومن الواضح أنّه(عليه السلام) قد ذكر في خطبته مجموعة من الفرائض الشرعية التي هي وسيلة وسبب للتقرّب إلى اللّه سبحانه.

فالآية الكريمة ترشدنا ـ وبحكم العقل ـ وتبين لنا الطريق حيث تقول: إنّ على الإنسان إذا أراد تحصيل غاياته ومقاصده المعنوية كالتقرّب من اللّه سبحانه، أن يسلك طريق التوسّل المشروع لنيل ذلك، فمن ابتغى رضا اللّه تبارك وتعالى عليه أن يتوسّل بالأعمال الصالحة التي يكتسب بها رضاه،ومن طلب استجابة دعائه يتوسّل بشيء جُعل في الشريعة وسيلة لها،ومن أراد زيارة بيت اللّه الحرام يتوسّل بما يوصله إليه، وفي الحقيقة أنّ المسألة تشبه التوسّل بالأسباب والعلل لتحصيل المقاصد الدنيوية.

نعم هناك نكتة مهمة ينبغي الالتفات إليها وهي: انّ الوسيلة في الأُمور المعنوية ينبغي أن تحدّد من قبل الشارع نفسه، لأنّ العقل البشري أقصر من أن يدرك أو يحدد وسائل التقرّب ونيل المغفرة التي يتوخّاها الإنسان.

كما أنّه لا يظن البعض أنّ هذه الآية المباركة هي كافية بوحدها لإثبات مشروعية التوسّل بالأنبياء والأولياء، بل الآية تثبت أصلاً كلّياً يدعمه العقل السليم. وأمّا ما هي مصاديق تلك الوسائل والوسائط التي ينبغي اعتمادها للتقرب منه سبحانه ونيل رضاه والزلفى إليه وتأمين الحاجات المعنوية، فالعقل قاصر عن تحديدها وبيانها، ولابدّ من الرجوع إلى الشارع نفسه ليعينه لنا، كما شاهدنا ذلك في كلام أمير المؤمنين(عليه السلام) حيث أشار إلى مجموعة من مصاديق ووسائل التقرب التي منها: الإيمان باللّه والرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والجهاد في سبيل اللّه، والصلاة، والزكاة.

ـــــــــــــــــــــــــ
[1] المائدة:35.
[2] مجمع البيان:3/293.
[۳] لسان العرب: 11/724، مادة «وسل».
[۴] النهاية:5/185، مادة «وسل».
[۵] نهج البلاغة: الخطبة11.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=13221