• امروز : پنج شنبه - 6 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Thursday - 25 April - 2024
0

الاعتكاف صقل لروح الإنسان

  • 11 رجب 1440 - 20:05

كان الاعتكاف موضع اهتمام المعصومين (ع)، حيث وردت مئات الروايات التي تتحدث عن اعتكاف رسول الله (ص)، وسائر الأنبياء (ع)، وأحكامه وشروطه. إنَّ بعض الروايات اعتبرت الجهاد والحج والعمرة والاعتكاف ميزاناً لتقييم الأعمال، وبهذا الصدد قال رسول الله (ص): «اِعْتِكافُ عَشْرٍ في شَهْرِ رَمَضانَ تَعْدِلُ حَجَّتَيْنِ وعُمْرَتَيْنِ». وبخصوص فضيلة شهر رجب قال الإمام الصادق (ع): […]

كان الاعتكاف موضع اهتمام المعصومين (ع)، حيث وردت مئات الروايات التي تتحدث عن اعتكاف رسول الله (ص)، وسائر الأنبياء (ع)، وأحكامه وشروطه.

إنَّ بعض الروايات اعتبرت الجهاد والحج والعمرة والاعتكاف ميزاناً لتقييم الأعمال، وبهذا الصدد قال رسول الله (ص): «اِعْتِكافُ عَشْرٍ في شَهْرِ رَمَضانَ تَعْدِلُ حَجَّتَيْنِ وعُمْرَتَيْنِ».

وبخصوص فضيلة شهر رجب قال الإمام الصادق (ع): «إذا كانَ يَوْمَ الْقِيامَةِ نادي مُنادٍ مِنْ بَطْنانِ الْعَرْشِ أيْنَ الرَّجَبِيُّونَ؟ يَقُومُ اُناسٌ يَضيءُ وُجُوهُهُمْ لِاَهْلِ الْجَمْعِ عَلي رُؤُوسِهِمْ تيجانُ الْمُلْك وَذَكَرَ ثَواباً جَزيلاً إلى أنْ قالَ: هذا لِمَنْ صامَ مِنْ رَجَبٍ شَيْئاً وَلَوْ يَوْماً مِنْ أوَّلِهِ اَوْ وَسَطِهِ اَوْ آخِرِهِ».

الاعتكاف في القرآن

إنَّ الآيات القرآنية تشير إلى أنَّ الاعتكاف كان موجوداً في الشرائع السابقة، حيث ذكر القرآن الكريم أنَّ الله تعالى أمر النبي إبراهيم (ع) أن يطهر الكعبة للطائفين والعاكفين، كما قال تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين}. البقرة/125

وفي الآية 187 من سورة البقرة أمر الله تعالى المعتكفين بالامتناع عن مباشرة النساء حال الاعتكاف، قال تعالى: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}.

الاعتكاف في الأحاديث

روي في كنز العمال عن رسول الله (ص) أنَّه قال: «من اعتكف إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

وفي رواية أخرى: «المعتكف يعكف الذنوب ويجرى له من الأجر كأجر عامل الحسنات كلها».

ونقل العلامة الطباطبائي (رحمه الله) في كتاب سنن النبي عن الكافي حديثاً عن الإمام الصادق (ع) أنَّه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله إِذَا كَانَ الْعَشْرُ الأَوَاخِرُ اعْتَكَفَ فِي الْمَسْجِدِ وضُرِبَتْ لَه قُبَّةٌ مِنْ شَعْرٍ وشَمَّرَ الْمِئْزَرَ وطَوَى فِرَاشَه، وقَالَ بَعْضُهُمْ: واعْتَزَلَ النِّسَاءَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّه عليه السلام: أَمَّا اعْتِزَالُ النِّسَاءِ فَلَا».

إنَّ العلامة الطباطبائي (رحمه الله) بعد أن نقل هذه الحديث عن الكافي، قال: قالوا إنَّ المراد من «نفي الاعتزال» تجويز معاشرتهن ومصاحبتهن وليس نكاحهنَّ.

الاعتكاف في الأديان

على ضوء الآية 125 من سورة البقرة يمكن أن نستنتج بأنَّ الاعتكاف كان موجوداً لدى الأديان الأخرى، فهو من المناسك والعبادات في شريعة النبي إبراهيم (ع)، وكان أتباعه يبادرون إلى هذا العمل؛ لذلك كان النبي إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام مأمورين من قبل الله تعالى بتهيئة الأجواء لإقامة هذه المراسم، وإنَّ إيكال هذه المهمة الخطيرة لهم يدل على أهمية بعض العبادات عند الله تعالى من قبيل الحج والاعتكاف والصلاة.

كما أنَّ النبي موسى (ع) بالرغم من مسؤوليته الجسيمة في قيادة الأمَّة وهدايتها، إلا أنَّه ترك قومه لفترة، وعجل للقاء المحبوب من أجل أن يختلي به في جبل طور، حيث أجاب على سؤال ربِّه كما جاء في قوله تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}. طه/83-84

وقد جاء في روايات أهل السنة أنَّ هناك عملاً بعنوان الاعتكاف كان رائجاً بين الناس في عهد الجاهلية، حيث كان هؤلاء الناس يتقربون إلى ربهم بواسطة هذا العمل.

كما أنَّ أجداد رسول الله (ص) كانوا من أتباع الدين الحنيف، وقد نُسب لبعضهم بأنَّهم كانوا يعتكفون في الجبال والصحاري، ويبتعدون عن الناس معتكفين، ولا يخرجون من محل اعتكافهم إلا للضرورة.

والرسول (ص) كان على الدين الحنيف أيضاً؛ أي دين إبراهيم الحنيف، وكانت من جملة الأمور المتداولة في ذلك الدين الاعتكاف، وقبل بعثة النبي محمد (ص) كان غار حراء محل عبادته ودعائه وتهجده، وكان يعتكف النبي (ص) في ذلك المكان، وهو يفكر في الكون ومصير البشرية.

أركان الاعتكاف

إنَّ أركان العبادة هي الأجزاء التي إذا تركها الشخص عمداً أو سهواً بطلت عبادته، والاعتكاف له أركان أيضاً، وهي: 1ـ النية 2ـ الإقامة في مسجد جامع المدينة أو المساجد الأربعة المعرفة 3ـ أن لا يقل عن ثلاثة أيام4ـ صوم المعتكف في أيام الاعتكاف.

إنَّ اعتكاف الإنسان بحيث يبقى في المسجد أي وقت لمدَّة لا تقل عن ثلاثة أيام جائز، وأفضل زمان لذلك شهر رمضان المبارك، لاسيما في العشر الأواخر منه.

النصف من شعبان وأهمية العبادة فيه

إنَّ ليلة الخامس عشر من رجب ويومه تعتبر من ليالي وأيام السنة المهمة، وعدهما العرفاء وأعلام الدين من أيام السنة الخاصة للعبادة.

وقد روي أنَّ رسول الله (ص) تحدَّث عن عظمة ليلة النصف من شعبان، وقال: «إذا كان ليلة النصف من رجب أمر الله تعالي خزان ديوان الخلائق وكتبة أعمالهم، فيقول لهم: انظروا في ديوان عبادي وكل سيئة وجدتموها فامحوها وبدلوها حسنات».

كما أنَّ رسول الله (ص) أكَّد كثيراً على الصوم في يوم 13، 14 و15 من شهر رجب، بالإضافة إلى التهجد في ليالي هذه الأيام، واعتبر للأعمال فيها ثواباً كثيراً.

ومن جملة الأعمال العبادية في هذه الليالي الشريفة:

1- الغسل.

2- الإحياء.

3- زيارة الإمام الحسين (ع)

4- صلاة ستة ركعات (بالكيفية التي ذُكرت في صلاة الليلة الثالثة عشرة)

5- صلاة ثلاثين ركعة، يُقرأ في كل ركعة بعد الحمد عشر مرات سورة التوحيد.

6- صلاة أثني عشرة ركعة، يُقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة، وسورة التوحيد، وسورة الفلق، وسورة الناس، وآية الكرسي، وسورة القدر أربع مرات، وبعد السلام يقول المصلي أربع مرات: الله الله ربي، لا أشرك به شيئاً ولا اتخذ من دونه ولياً.

أعمال يوم النصف من رجب

إنَّ هذا اليوم من الأيام المباركة، وأعماله العبادية هي:

1- الغسل.

2- زيارة الإمام الحسين (ع).

3ـ صلاة سلمان الفارسي (رض)، وهي عشر ركعات في كل ركعة يُقرأ بعد الحمد ثلاث مرات سورة التوحيد، وثلاث مرات سورة الكافرون، وبعد كل سلام يرفع المصلي يديه ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو علي كل شيء قدير، إلها أحداً، فرداً، صمداً، لم يتخذ صاحبه ولا ولداً.

4ـ صلاة أربع ركعات، وبعد السلام يرفع المصلي يديه ويقول: اللهم يا مذل كل جبار ويا معز المؤمنين أنت كهفي…

5- عمل “أم داوود” وهو من أهم أعمال هذا اليوم الشريف.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=12790

برچسب ها

اخبار المتشابه