• امروز : شنبه - 1 اردیبهشت - 1403
  • برابر با : Saturday - 20 April - 2024
0

زيارة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن الكريم

  • 13 جمادى الآخرة 1440 - 18:30
زيارة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن الكريم

  أمر القرآن الكريم المسلمين بالحضور عند رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)ليستغفروا اللّه ويطلبوا من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يستغفر لهم، لأنّ دعاءه مستجاب فيهم، فقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحِيماً).[1] وفي آية أُخرى نجد القرآن الكريم يذمّ المنافقين، لأنّهم طُلب منهم […]

 

أمر القرآن الكريم المسلمين بالحضور عند رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)ليستغفروا اللّه ويطلبوا من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يستغفر لهم، لأنّ دعاءه مستجاب فيهم، فقال تعالى:

(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحِيماً).[1]

وفي آية أُخرى نجد القرآن الكريم يذمّ المنافقين، لأنّهم طُلب منهم أن يحضروا عند الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ليستغفر لهم لكنّهم تمرّدوا على هذا الطلب واستكبروا ولم يعيروا له أيّة أهمية. قال تعالى:

(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللّهِ لَوَّوْا رُءوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُون).[2]

وقد بسط المحقّق تقي الدين السبكي ـ أحد كبار محقّقي أهل السنّة ـ الكلام في هذه الآية وذهب إلى أنّ حكمها يشمل المسلمين في الوقت الحاضر أيضاً،ولا تختص الآية بعصر الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) فقط، إذ بإمكان المسلمين أن يأتوا إليه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ويطلبوا منه أن يستغفر اللّه لهم. ومن كلامه في هذا المجال قوله: «دلّت الآية على الحثّ على المجيء إلى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والاستغفار عنده واستغفاره لهم،وذلك وإن كان ورد في حال الحياة، فهي رتبة له ولا تنقطع بموته تعظيماً له».

قد ىقال[3]: صحيح انّ الآية المذكورة والآيات الأُخرى نازلة في حقّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لبيان عظمته ومنزلته السامية،ولكن من الناحية الواقعية والعملية أنّ الإتيان إلى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والاستغفار عنده وطلب الاستغفار منه ممكن في حال حياته، وأمّا بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى أصبح هذا الأمر من الأُمور المتعذّرة التي لا يمكن القيام بها حتّى إذا أراد الإنسان ذلك.

والجواب: انّ الإشكال غير وارد وانّ الحقّ مع العلاّمة السبكي، وذلك لأنّ الدليل على شمولية الآية لحياته ومماته (صلى الله عليه وآله وسلم)لا ينحصر في هذه الآية فقط، بل هناك أدلّة كثيرة تدلّ على أنّ حياته و مماته (صلى الله عليه وآله وسلم) على السواء، ومن هذه الأدلّة:

الأوّل: انّ القرآن الكريم يصرّح بأنّ الموت ليس نهاية الحياة وانعدام الإنسان، بل هو في الواقع نافذة تطل على حياة أُخرى أوسع وأشمل وأفضل من هذه الحياة الدنيا، وانّ الإنسان في ذلك العالم حيّ يسمع ويرى، وخاصة الشهداء الذين ما تسقط منهم قطرة من دمائهم حتّى تتلقّاهم الملائكة بالبشرى والنعيم الدائم واللّذات الروحية التي لا يحصيها إلاّ واهبها، وقد ورد في هذا المجال

العديد من آيات الذكر الحكيم.[4] وهذا ما ورد تحت عنوان «الحياة البرزخية» .

الثاني: انّ الأحاديث الشريفة تصرّح بأنّ الملائكة تبلّغ خاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله وسلم) سلام من يسلّم عليه، فقد جاء في الصحاح:«ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ اللّه عليّ روحي حتّى أردّ (عليه السلام)».[5]

وفي رواية أُخرى: «صلّوا عليّ فإنّ صلاتكم تبلغني حيثما كنت».[6]

الثالث: لقد أطبق المسلمون ـ وعلى مرّ العصور ـ على السلام على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في صلاتهم بقولهم: «السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة اللّه وبركاته» وليس هذا السلام في واقعه أمراً تشريفياً اعتبارياً، بل هو حقيقة واقعية من الحيّ إلى الحيّ الذي يسمع ويجيب.

إنّ هذه الأدلّة التي ذكرناها تحكي بما لا ريب فيه أنّ الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) حي يرزق، ويعيش الآن حياة برزخية، ولم تنقطع صلته بهذا العالم، وهو على ارتباط به يسمع كلامنا ويلبّي طلبتنا مع توفّر بعض الشروط الخاصة.

من هنا يمكن القول: إنّ الآيتين المذكورتين تدلاّن على مفهوم أوسع، ومعنى أشمل، حيث تطلب تلك الآيات من المؤمنين فعلاً الحضور عند رسول اللّه، وتأمرهم بالاستغفار في حرمه الشريف، وأن يطلبوا منه(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يستغفر اللّه لهم. ولذلك ورد في زيارة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ و التي يقرأها الجميع في حرمه الطاهر(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ الالتفات إلى هذه الآية المباركة، حيث نجد الزائرين يتوجّهون إليه(صلى الله عليه وآله وسلم) ، ويطلبون منه الاستغفار لهم ونزول الرحمة عليهم، والتجاوز عمّا صدر عنهم.

وفي الواقع ليست الزيارة إلاّ الحضور عند المزور، وإهداء التحيّة والسلام إليه، وطلب الدعاء منه لا أكثر.

من هنا يمكن أن يستدلّ بالآيتين الشريفتين على استحباب زيارة مرقد النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) .

والشاهد على ذلك ما رواه المحدّثون من أنّه وبعد رحيل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)جاء أعرابي من خارج المدينة،وبعد أن قرأ الآية المباركة[7]، خاطب رسول اللّه بقوله: «وقد جئتك مستغفراً من ذنبي، مستشفعاً بك إلى ربّي».[8]

ولقد أشار السبكي في كلامه السابق إلى نكتة مهمة، وهي: انّ دعوة المسلمين وحثّهم على الحضور عند رسول اللّه وطلب الاستغفار منه، يُعدّ تعظيماً وتكريماً وتبجيلاً له(صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولا ريب أنّ هذا التكريم والتعظيم والتبجيل من قبل المسلمين لا يختص بحياة الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)الدنيوية فقط، بل أنّ ذلك يجري مطلقاً في حياته وبعد رحيله(صلى الله عليه وآله وسلم) .

ومن هذا المنطلق نجد المفسّرين يعتقدون اعتقاداً راسخاً بأنّ احترام الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لا يختص بزمن حياته(صلى الله عليه وآله وسلم) فقط، بل لابدّ أن يحفظ ذلك حتى بعد وفاته ورحيله(صلى الله عليه وآله وسلم) .

بل نجد انّ الآية التي تنهى المسلمين عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) باقية على حيويتها واستمراريتها وقوّتها، حيث يقول سبحانه:

(يا أَيُّها الَّذينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيّ).[9]

لذلك نجد المسلمين ملتزمين بهذا الأمر الإلهي، فلا يرفعون صوتهم حينما يتشرّفون بالدخول إلى حضرته المباركة. والملاحظ أنّ هذه الآية المباركة كتبت ـ و بحق ـ فوق ضريحه المبارك أمام أعين الزائرين جميعاً، وهذا العمل له دلالته الواضحة بأنّ هذه الآية باقية على حيويتها وفاعليتها ولم يؤثر على إطلاقها رحيل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ، لأنّه حيّ يرزق،ولابدّ أن يحترم حيّاً أو ميتاً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] النساء:64.
[2] المنافقون:5.
[3] شفاء السقام:81.
[4] انظر آل عمران:169، البقرة:154، يس:26ـ 27، وغير ذلك.
[5] سنن أبي داود:1/470ـ 471، كتاب الحجّ، باب زيارة القبور.
[6] التاج الجامع للأُصول في أحاديث الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) :2/189.
[7] النساء:64.
[8] وفاء الوفا:4/1361; الدرر السنيّة:21.
[9] الحجرات:2.


لینک کوتاه : https://alnakhil.ir/?p=10651